في زمنٍ أصبحت فيه الذكريات تُصنع رقميًا ظهر ترند جديد على مواقع التواصل الاجتماعي قلب المفاهيم رأسًا على عقب صور واقعية جدًا لكنها لم تحدث أبدًا ترند Gemini الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد صور مؤثرة بناءً على تعليمات بسيطة اجتاح المنصات العربية والعالمية وأعاد تعريف العلاقة بين الصورة والوجدان
هذا الترند لا يعتمد على كاميرا ولا على استوديو تصوير بل على فكرة بسيطة لكنها ثورية وهي أن ترفع صورة شخصية وتكتب وصفًا دقيقًا لما تريد أن تراه ثم يقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد صورة تحاكي الواقع بدقة مذهلة وكأنها التقطت في لحظة حقيقية
أداة Gemini التابعة لشركة Google وتحديدًا ميزة Nano Banana أصبحت الأداة الأبرز في هذا المجال حيث تتيح للمستخدمين تعديل صورهم أو دمجها مع صور أخرى أو حتى توليد مشاهد كاملة من خيالهم كل ذلك يتم خلال ثوانٍ وبنتائج تثير الدهشة
الصور الناتجة من هذا الترند تتنوع بشكل كبير فهناك من يطلب صورة تجمعه بشخصية مشهورة مثل محمد صلاح أو كريستيانو رونالدو وهناك من يطلب صورة أمام الكعبة أو في المسجد النبوي وهناك من يطلب صورة مع شخص فقده وكأنها لحظة وداع لم تحدث لكنها تمنحه شعورًا بالسلام الداخلي
اللافت في هذا الترند أنه لا يقتصر على التسلية أو الإبهار البصري بل يتجاوز ذلك إلى التعبير عن مشاعر دفينة واستعادة لحظات لم تُعش وصناعة ذكريات بديلة إنه فن رقمي جديد يدمج بين التقنية والوجدان ويمنح المستخدمين فرصة لإعادة تشكيل ذاكرتهم كما يشاؤون
الصور التي يتم إنتاجها غالبًا ما تكون بخلفية بيضاء ناعمة أو بأسلوب بولارويد قديم مما يمنحها طابعًا نوستالجيًا ويجعلها تبدو وكأنها خرجت من ألبوم صور قديم لكنها في الحقيقة لم تكن موجودة من قبل
انتشار هذا الترند كان سريعًا جدًا بفضل سهولة الاستخدام وعدم الحاجة لأي خبرة تقنية كل ما يحتاجه المستخدم هو صورة واضحة ووصف دقيق وبعض الصبر للحصول على نتيجة مذهلة هذا ما جعل الترند يصل إلى جمهور واسع خلال أيام قليلة
المؤثرون والمشاهير ساهموا في نشر الترند بشكل كبير حيث شارك العديد منهم صورًا معدلة باستخدام Gemini وعلقوا عليها بتعليقات ساخرة أو مؤثرة مما زاد من فضول الجمهور ودفعهم لتجربة الأداة بأنفسهم
من الناحية التقنية تعتمد Gemini على نموذج تحويل النص إلى صورة حيث يتم تحليل الوصف النصي وتحويله إلى عناصر بصرية دقيقة مع الحفاظ على ملامح الوجه وتفاصيل الإضاءة والخلفية بشكل يقترب من الحقيقة بشكل مذهل
لكن رغم الإبهار الكبير الذي يقدمه هذا الترند إلا أن هناك بعض المخاوف التي يجب الانتباه إليها مثل انتهاك الخصوصية أو استخدام الصور المزيفة في التضليل أو الابتزاز لذلك ينصح المستخدمون بعدم رفع صور حساسة أو شخصية جدًا على هذه المنصات
في المقابل يمكن استخدام هذا الترند بشكل إيجابي جدًا في صناعة محتوى بصري مؤثر أو في التعبير عن مشاعر يصعب التعبير عنها بالكلمات أو حتى في تصميم حملات تسويقية تعتمد على الصور الجذابة والمشاهد السينمائية
العديد من صناع المحتوى بدأوا باستخدام Gemini في تصميم صور لمقالاتهم أو منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تمنحهم الأداة القدرة على إنتاج صور فنية أو واقعية دون الحاجة إلى مصور أو استوديو مما يوفر الوقت والمال ويمنحهم حرية إبداعية أكبر
في النهاية يمكن القول إن ترند Gemini ليس مجرد موجة عابرة بل هو بداية لمرحلة جديدة في العلاقة بين الإنسان والصورة مرحلة لا تقتصر على توثيق اللحظة بل على صناعة اللحظة نفسها وفقًا لما يشعر به الإنسان ويرغب في التعبير عنه
إنها ثورة بصرية رقمية تمنح الجميع فرصة ليكونوا جزءًا من مشهد لم يحدث لكنه يعبر عنهم بصدق وعمق وهذا هو جوهر الفن الحقيقي
الأقسام الرئيسية
الأكثر مشاهدة من نفس التصنيف
الرأي الأخر
0